كنت دائما أبحث و انتظر الفرصة التى تتخلص فيها مصر من وجود طاغية كحسنى مبارك فى حكمها ، وكنت دائما ما احترق عندما أرى مايحدث من فساد سياسى يشيع فى البلاد يتبعه فساد فى كل شى ... ولكن ما كان للفرد سوى أنتظار فرج الله القريب لأنه لم تكن هناك أى سبل للخلاص إلا بالثورة التى كانت قد تبدو حلما مستحيلا لأسباب عديدة أهمها عدم وجود قائد أو زعيم قد يلتف حوله الشعب ويثوروا من خلفه ، فلم يكن عندنا غاندى أو سعد زغلول ، و قد اراد حسنى مبارك حدوث ذلك عن عمد فقد كان يستعمل اساليب قذرة وملتوية للنيل من خصومه السياسين مستعينا بكافة الصلاحيات المطلقة التى كان يمتلكها ويمكنه اياها دستور مستبد.
ولكن شاء الله أن تحدث الثورة وأن يكون قائدها الشعب بأكمله و بكافة طوائفه ، فالجميع قد بلغ بهم الحنق والضيق أشده ، لم يعد بإمكان أحد أن ينتظر لحظة ، ولم يعد مهما عند الثوار أى شىء غير رحيل حسنى مبارك عن السلطة بعد كده ربنا يفرجها ، فلم يفكروا أو ينتظروا الحلول للخروج من مأزق وجود بلد كبير بحجم مصر بلا حاكم ولا قائد ..
وكانت هذه هى الثغرة التى وجدت طريقها إلى قلوب ضعاف النفوس الذين بدؤا يتراجعون ويخضعون لوعود مبارك الواهية بتحقيق الإستقرار و أنه خايف علينا من الضياع و أنه عارف مصلحتنا ... تلك الوعود التى كانت تبعث على مشاعر الشفقة والتعاطف مع رجل مسن طامع و مستمسك بالسلطة كالمريض الذى يعيش على انبوب الأكسجين فإن نزعت عنه الأكسجين مات ..
ومالبث أن لاح فى الأفق أمل ان يتولى منصبه مؤقتا عمر سليمان ، الرجل الذى ظهر علينا بمظهر الرجل الغامض من الممكن بطبيعة عمله ، ولكن ما تشعر به هو الترقب لتلك الشخصية وما إن تكلم الرجل حتى فزع الناس جميعا .. تكلم فكشف عن انيابه فخاف الجميع و ارتعدوا و هتفوا لا نريد هذا الذئب ، نحن مجرد حملان وديعة فكيف تتركونا لهذا الذئب ...
و بدأ الجميع فى البحث مرة أخرى عن مرحلة مابعد انكشاف غمة حسنى مبارك ، فتم طرح فكرة مجلس الحكماء ولكن الحكماء تنازعوا واختلفوا فيما بينهم و من ليس حكيما يريد أن يكون حكيما ..
وعلى الرغم من وجود الجيش فى الشوارع فى هذه الفترة ، و إحتفاء الشعب الشديد بالجيش وأفراده ... إلا أنه كان ينظر لقياداته من منظور مختلف وبدا الشعب متخوفا من وصولهم للسلطه ...
حتى كان الثوار يحملون بعض الضباط فى ميدان التحرير على أكتافهم ، و بعض الضباط أخذتهم الحماسة و اعلنوا أنهم على استعداد للإنشقاق عن الجيش من أجل عيون الثورة والثوار ، ومن أجل إحداث ثورة داخلية فى صفوف الجيش نفسه على قياداته الذين قبعوا لسنوات طويلة فى مناصبهم بلا تغيير و اقسموا الولاء لحاكم فاسد وارتضوه أن يحكمهم ...
ومن هنا بدأت وسائل الإعلام أن تلعب دورها لإستمالة الشعب لصف الجيش و لحماية الجيش من الأنقسام ، فبدأوا التلميح عن أن قيادات الجيش أناس محترمون وأنهم حموا الثورة ولا اعرف من ماذا ... فهم قد تعاملوا مع الثورة على طريقة فض الخناقة بين النظام السابق والشعب (على رأى عمر طاهر فى مقاله بجريدة التحرير).. فهم لم يحركوا ساكنا للأسف و لم يستطيعوا مثلا أن يحموا ميدان التحرير من موقعة الجمل ، ولم يكن ليستطيعوا أن يصدروا اوامر بضرب الثوار ، لأن الجيش المصرى ليس كالجيش الليبى مثلا (مجرد مرتزقة ) فهو جيش اتى من كل طوائف وربوع مصر .. من منا ليس له صديق أو قريب أو هو نفسه خدم فى الجيش المصرى .
و لكن ضعاف النفوس الذين تعاطفوا مع حسنى مبارك هم من بادروا بالتصفيق لإمكانية تولى الجيش زمام الأمور ، وكأنما تناسوا فجأة مساوىء حكم االعسكر على مدار ستون عاما ، قبع فيها العسكر على صدر الأمة كالحجر أو كالوجبة السمينة فى معدة الأمه فلم تجعلها قادرة الحركة ولا حتى الكلام بعدها ...
ومع اعتراض بعض الثوار ومناداتهم بمدنية الدولة إلا انهم وجدوا أنفسهم مرغمين على تقبل هذا الوضع الذى بدا وكأنه أفضل على الأقل من استمرار حستى فى السلطة ...
وبدأت إجراءات تسليم السلطة سريعا أسرع حتى من أى تصور ، مجرد خطاب التنحى كان إشارة البدء لتولى الجيش زمام السلطة فى البلاد ..
وعادت وسائل الإعلام الحكومية إلى عهدها القديم أيام حسنى ، فبدأوا فى تملق المجلس العسكرى كما جرت العادة مع حسنى وكبار حاشيته ...
وكأنهم هم ليسوا من كانوا برفقة حسنى طوال السنوات الطويلة الماضية وعلى مقربة شديدة منه ..
فإننى أرى أنهم كان لديهم أكبر الأثر والدور فى إدارة البلاد طيلة فترة حكمه وقبل ذلك أيضا ، فهم يملأون العديد من المناصب المدنية الحساسة وإدارة بعض شركات القطاع العام ويدهم ممتدة فى كل شىء ، وقد كان يسعى حسنى مبارك دائما لتوفير كافة الخدمات لهم لضمان ولائهم له .. لقد كانوا جزء لا يتجزأ من استمرار حسنى مبارك كل هذه السنوات الطويلة ، و منهم استمد شرعيته و إن كان بعضهم لم تروق له فكرة التوريث فقط لأن جمال لم يكن عسكريا ..
وهكذا استمر العسكر فى الحكم حتى بعد بركان ثورة 25 يناير، فلم تكن قراراتهم ثورية كما كانت الثورة ولم تكن أيضا قرارات بدرجة الثقة والآمال التى عقدت عليهم ، و تحولة الثورة إلى مسرحية هزلية من إخراج المجلس العسكرى ..
فتأخرت الأستدعات تأخرا شديدا كافيا لأن يستطيع أن يخفى المتهمون بجرائم الحرب أدلة إدانتهم ...
وأتت طرق واساليب المحاكمات مضحكة للغاية مثلا أن يحاكم حبيب العادلى على تهم استيلائه على أرض مخصصة للضباط و لا أن يحاكم على تهم تنصت و إرهاب وتعذيب وقمع وقتل شعب بأكمله ....
أن يتم محاكمة أحمد عز على علامة تجارية ولا تتم محاكمته على تهم الأستيلاء على مصانع الدولة والإحتكار وإفساد الحياة السياسية ، وكيف لم يتم تأميم مصانعه ...
أن يحاسبوا الوليد بن طلال على اراضى توشكى ولم يحاكموا او يحاسبوا من قام بتخصيص هذه الأراضى له بهذا الثمن البخس ..
أن نرى تونس تعرض ماتم العثور عليه من مجوهرات ونقود واسلحة ومخدرات داخل قصور الرئاسة التونسية ، ويظهر علينا المجلس العسكرى بعد أربعة اشهر من الثورة ليؤكد خلو قصور الرئاسة من أى شىء ...
أن تظهر فضيحة الكشف عن عذرية فتيات متظاهرات على يد الجيش ويعترف بها بعض افراد المجلس العسكرى ، وكأنما ذلك تقليد روتينى ( عادى يعنى )..
هذا وسياسة التخويف التى يتبعها المجلس العسكرى بأنه يفعل مابوسعه و أن ربنا يعينه بس أحنا اللى عايزين نخرب البلد ونوقف عجلة الأنتاج اللى أكيدكانت دايرة زى الساعة السويسرى ...
ويظهر على الأندهاش اكثر عندما ارى الجيش يحاكم المتظاهرون والبلطجية على حد سواء فى محاكمات عسكرية فورية وبعقوبات رادعة ... ولكن علينا أن ننتظر فرج الله فى محاكمة رموز الفساد .
أن يتم الإفراج عن سوزان ثابت بعد يوم واحد من التحقيق و يقال أنها تنازلت عن 24 مليون جنيها ، يال كرمها الشديد على الشعب
حتى محاكمة الضباط القتله هى محاكمات واهية ، لقد اتوا بالضباط الذين اطلقوا النيران امام الأقسام ، ولم يأتوا بضابط واحد ممن اقتنص الثوار والجماهير فى الشوارع والميادين و كأنما هؤلاء الضباط لا يمكن العثور عليهم ...
أيضا لم يستطيعوا حتى الأن أن يحددوا من قام بموقعة الجمل والجحش ، مع أن زيارة واحدة لنزلة السمان كافية..
و أن يظل سيد مشعل وزير الإنتاج الحربى فى منصبه على الرغم من مرور تشكيلين وزاريين عليه شفيق و شرف .. وظهر العنوان فى المصرى اليوم :"تشكيل وزارى جديد برئاسة عصام شرف مع تمسك المجلس العسكرى ببقاء سيد مشعل " ، ذلك الرجل الذى كان من الوزراء المشاركين فى تزوير الإنتخابات الماضية ..أو ليس أيضا مسؤل عن رشوة مرسيدس بعد أن اعلنت الأهرام أن اطراف الرشوى كانوا مدير مصنع الإنتاج الحربى الحالى والسابق له وزوجاتهم ...
ألم يكن كل هذا كافيا للتظاهر و إن كان لدى المتظاهرين سبب واحد فقط من كل هذه الأسباب ، أم من المفترض أن تتواجد أسباب أكثر ليتمكن المجلس الموقر من فرض سيطرته أكثر و يضيق الخناق أكثر على الشعب ..
وما إن تظاهر الثوار والقوى الوطنية ضد المجلس العسكرى حتى ظهر علينا اللواء الفنجرى ينظر شذرا و يلوح بسبابته ويرفع من نبرة حديثه بين التارة والأخرى و كأنما يقول سنريكم الويل إن اقتربتم من المجلس العسكرى ، بنبرة لا تختلف كثيرا عن نبرة حسنى مبارك عندما ظهر يتوعد و يهدد و أنه سيلاحق ولكن نبرة حسنى كانت ضعيفة وواهية بحكم سنه ومرضه و الأثنان أتفقا على استخدام هذه النبرة للدفاع عن الكرسى والسلطة ..
ولم ننتهى من الفنجرى حتى خرج علينا المجلس ببيانه رقم 69 ليخون حركة 6أبريل ويصفها بالعمالة والسعى للوقيعة والفتنة ..
على غرار مافعله حسنى فى بداية أيام الثورة عندما استغل الأعلام للنيل من المتظاهرين والثوار فاتهموهم بأنهم ممولون من الخارج وعملاء واصحاب أجندات ويأكلون الكنتاكى اللذيذ فى التحرير ...
6أبريل الذين كانوا اوائل الناس فى الشوارع يدعون للاعتصام والعصيان المدنى اعتراضا على حكم الطاغية ، متحدين عساكر الأمن المركزى ومدرعاتهم ومتحدين الإعتقال والتعذيب ، فى وقت سكت فيه الجميع .
لا أعرف هل هى محاولة من الجيش لإبعاد وإصراف القوى السياسية عنهم ، أم هى محاولة من الجيش لتصفية كل التيارات السياسية الواحد تلو الأخر للأنفراد المطلق بالسلطة و إخراس جميع الأصوات... ايا كان هدفهم وراء هذا البيان فما أعرفه أنه أسلوب شرعى فى القتال فهو يبعث إلى الخوف والريبة ... أم أنهم بدأوا اللعب فى السياسة على طريقة ميكافيللى ( الغاية تبرر الوسيلة)...
ولكن شاء الله أن تحدث الثورة وأن يكون قائدها الشعب بأكمله و بكافة طوائفه ، فالجميع قد بلغ بهم الحنق والضيق أشده ، لم يعد بإمكان أحد أن ينتظر لحظة ، ولم يعد مهما عند الثوار أى شىء غير رحيل حسنى مبارك عن السلطة بعد كده ربنا يفرجها ، فلم يفكروا أو ينتظروا الحلول للخروج من مأزق وجود بلد كبير بحجم مصر بلا حاكم ولا قائد ..
وكانت هذه هى الثغرة التى وجدت طريقها إلى قلوب ضعاف النفوس الذين بدؤا يتراجعون ويخضعون لوعود مبارك الواهية بتحقيق الإستقرار و أنه خايف علينا من الضياع و أنه عارف مصلحتنا ... تلك الوعود التى كانت تبعث على مشاعر الشفقة والتعاطف مع رجل مسن طامع و مستمسك بالسلطة كالمريض الذى يعيش على انبوب الأكسجين فإن نزعت عنه الأكسجين مات ..
ومالبث أن لاح فى الأفق أمل ان يتولى منصبه مؤقتا عمر سليمان ، الرجل الذى ظهر علينا بمظهر الرجل الغامض من الممكن بطبيعة عمله ، ولكن ما تشعر به هو الترقب لتلك الشخصية وما إن تكلم الرجل حتى فزع الناس جميعا .. تكلم فكشف عن انيابه فخاف الجميع و ارتعدوا و هتفوا لا نريد هذا الذئب ، نحن مجرد حملان وديعة فكيف تتركونا لهذا الذئب ...
و بدأ الجميع فى البحث مرة أخرى عن مرحلة مابعد انكشاف غمة حسنى مبارك ، فتم طرح فكرة مجلس الحكماء ولكن الحكماء تنازعوا واختلفوا فيما بينهم و من ليس حكيما يريد أن يكون حكيما ..
وعلى الرغم من وجود الجيش فى الشوارع فى هذه الفترة ، و إحتفاء الشعب الشديد بالجيش وأفراده ... إلا أنه كان ينظر لقياداته من منظور مختلف وبدا الشعب متخوفا من وصولهم للسلطه ...
حتى كان الثوار يحملون بعض الضباط فى ميدان التحرير على أكتافهم ، و بعض الضباط أخذتهم الحماسة و اعلنوا أنهم على استعداد للإنشقاق عن الجيش من أجل عيون الثورة والثوار ، ومن أجل إحداث ثورة داخلية فى صفوف الجيش نفسه على قياداته الذين قبعوا لسنوات طويلة فى مناصبهم بلا تغيير و اقسموا الولاء لحاكم فاسد وارتضوه أن يحكمهم ...
ومن هنا بدأت وسائل الإعلام أن تلعب دورها لإستمالة الشعب لصف الجيش و لحماية الجيش من الأنقسام ، فبدأوا التلميح عن أن قيادات الجيش أناس محترمون وأنهم حموا الثورة ولا اعرف من ماذا ... فهم قد تعاملوا مع الثورة على طريقة فض الخناقة بين النظام السابق والشعب (على رأى عمر طاهر فى مقاله بجريدة التحرير).. فهم لم يحركوا ساكنا للأسف و لم يستطيعوا مثلا أن يحموا ميدان التحرير من موقعة الجمل ، ولم يكن ليستطيعوا أن يصدروا اوامر بضرب الثوار ، لأن الجيش المصرى ليس كالجيش الليبى مثلا (مجرد مرتزقة ) فهو جيش اتى من كل طوائف وربوع مصر .. من منا ليس له صديق أو قريب أو هو نفسه خدم فى الجيش المصرى .
و لكن ضعاف النفوس الذين تعاطفوا مع حسنى مبارك هم من بادروا بالتصفيق لإمكانية تولى الجيش زمام الأمور ، وكأنما تناسوا فجأة مساوىء حكم االعسكر على مدار ستون عاما ، قبع فيها العسكر على صدر الأمة كالحجر أو كالوجبة السمينة فى معدة الأمه فلم تجعلها قادرة الحركة ولا حتى الكلام بعدها ...
ومع اعتراض بعض الثوار ومناداتهم بمدنية الدولة إلا انهم وجدوا أنفسهم مرغمين على تقبل هذا الوضع الذى بدا وكأنه أفضل على الأقل من استمرار حستى فى السلطة ...
وبدأت إجراءات تسليم السلطة سريعا أسرع حتى من أى تصور ، مجرد خطاب التنحى كان إشارة البدء لتولى الجيش زمام السلطة فى البلاد ..
وعادت وسائل الإعلام الحكومية إلى عهدها القديم أيام حسنى ، فبدأوا فى تملق المجلس العسكرى كما جرت العادة مع حسنى وكبار حاشيته ...
وكأنهم هم ليسوا من كانوا برفقة حسنى طوال السنوات الطويلة الماضية وعلى مقربة شديدة منه ..
فإننى أرى أنهم كان لديهم أكبر الأثر والدور فى إدارة البلاد طيلة فترة حكمه وقبل ذلك أيضا ، فهم يملأون العديد من المناصب المدنية الحساسة وإدارة بعض شركات القطاع العام ويدهم ممتدة فى كل شىء ، وقد كان يسعى حسنى مبارك دائما لتوفير كافة الخدمات لهم لضمان ولائهم له .. لقد كانوا جزء لا يتجزأ من استمرار حسنى مبارك كل هذه السنوات الطويلة ، و منهم استمد شرعيته و إن كان بعضهم لم تروق له فكرة التوريث فقط لأن جمال لم يكن عسكريا ..
وهكذا استمر العسكر فى الحكم حتى بعد بركان ثورة 25 يناير، فلم تكن قراراتهم ثورية كما كانت الثورة ولم تكن أيضا قرارات بدرجة الثقة والآمال التى عقدت عليهم ، و تحولة الثورة إلى مسرحية هزلية من إخراج المجلس العسكرى ..
فتأخرت الأستدعات تأخرا شديدا كافيا لأن يستطيع أن يخفى المتهمون بجرائم الحرب أدلة إدانتهم ...
وأتت طرق واساليب المحاكمات مضحكة للغاية مثلا أن يحاكم حبيب العادلى على تهم استيلائه على أرض مخصصة للضباط و لا أن يحاكم على تهم تنصت و إرهاب وتعذيب وقمع وقتل شعب بأكمله ....
أن يتم محاكمة أحمد عز على علامة تجارية ولا تتم محاكمته على تهم الأستيلاء على مصانع الدولة والإحتكار وإفساد الحياة السياسية ، وكيف لم يتم تأميم مصانعه ...
أن يحاسبوا الوليد بن طلال على اراضى توشكى ولم يحاكموا او يحاسبوا من قام بتخصيص هذه الأراضى له بهذا الثمن البخس ..
أن نرى تونس تعرض ماتم العثور عليه من مجوهرات ونقود واسلحة ومخدرات داخل قصور الرئاسة التونسية ، ويظهر علينا المجلس العسكرى بعد أربعة اشهر من الثورة ليؤكد خلو قصور الرئاسة من أى شىء ...
أن تظهر فضيحة الكشف عن عذرية فتيات متظاهرات على يد الجيش ويعترف بها بعض افراد المجلس العسكرى ، وكأنما ذلك تقليد روتينى ( عادى يعنى )..
هذا وسياسة التخويف التى يتبعها المجلس العسكرى بأنه يفعل مابوسعه و أن ربنا يعينه بس أحنا اللى عايزين نخرب البلد ونوقف عجلة الأنتاج اللى أكيدكانت دايرة زى الساعة السويسرى ...
ويظهر على الأندهاش اكثر عندما ارى الجيش يحاكم المتظاهرون والبلطجية على حد سواء فى محاكمات عسكرية فورية وبعقوبات رادعة ... ولكن علينا أن ننتظر فرج الله فى محاكمة رموز الفساد .
أن يتم الإفراج عن سوزان ثابت بعد يوم واحد من التحقيق و يقال أنها تنازلت عن 24 مليون جنيها ، يال كرمها الشديد على الشعب
حتى محاكمة الضباط القتله هى محاكمات واهية ، لقد اتوا بالضباط الذين اطلقوا النيران امام الأقسام ، ولم يأتوا بضابط واحد ممن اقتنص الثوار والجماهير فى الشوارع والميادين و كأنما هؤلاء الضباط لا يمكن العثور عليهم ...
أيضا لم يستطيعوا حتى الأن أن يحددوا من قام بموقعة الجمل والجحش ، مع أن زيارة واحدة لنزلة السمان كافية..
و أن يظل سيد مشعل وزير الإنتاج الحربى فى منصبه على الرغم من مرور تشكيلين وزاريين عليه شفيق و شرف .. وظهر العنوان فى المصرى اليوم :"تشكيل وزارى جديد برئاسة عصام شرف مع تمسك المجلس العسكرى ببقاء سيد مشعل " ، ذلك الرجل الذى كان من الوزراء المشاركين فى تزوير الإنتخابات الماضية ..أو ليس أيضا مسؤل عن رشوة مرسيدس بعد أن اعلنت الأهرام أن اطراف الرشوى كانوا مدير مصنع الإنتاج الحربى الحالى والسابق له وزوجاتهم ...
ألم يكن كل هذا كافيا للتظاهر و إن كان لدى المتظاهرين سبب واحد فقط من كل هذه الأسباب ، أم من المفترض أن تتواجد أسباب أكثر ليتمكن المجلس الموقر من فرض سيطرته أكثر و يضيق الخناق أكثر على الشعب ..
وما إن تظاهر الثوار والقوى الوطنية ضد المجلس العسكرى حتى ظهر علينا اللواء الفنجرى ينظر شذرا و يلوح بسبابته ويرفع من نبرة حديثه بين التارة والأخرى و كأنما يقول سنريكم الويل إن اقتربتم من المجلس العسكرى ، بنبرة لا تختلف كثيرا عن نبرة حسنى مبارك عندما ظهر يتوعد و يهدد و أنه سيلاحق ولكن نبرة حسنى كانت ضعيفة وواهية بحكم سنه ومرضه و الأثنان أتفقا على استخدام هذه النبرة للدفاع عن الكرسى والسلطة ..
ولم ننتهى من الفنجرى حتى خرج علينا المجلس ببيانه رقم 69 ليخون حركة 6أبريل ويصفها بالعمالة والسعى للوقيعة والفتنة ..
على غرار مافعله حسنى فى بداية أيام الثورة عندما استغل الأعلام للنيل من المتظاهرين والثوار فاتهموهم بأنهم ممولون من الخارج وعملاء واصحاب أجندات ويأكلون الكنتاكى اللذيذ فى التحرير ...
6أبريل الذين كانوا اوائل الناس فى الشوارع يدعون للاعتصام والعصيان المدنى اعتراضا على حكم الطاغية ، متحدين عساكر الأمن المركزى ومدرعاتهم ومتحدين الإعتقال والتعذيب ، فى وقت سكت فيه الجميع .
لا أعرف هل هى محاولة من الجيش لإبعاد وإصراف القوى السياسية عنهم ، أم هى محاولة من الجيش لتصفية كل التيارات السياسية الواحد تلو الأخر للأنفراد المطلق بالسلطة و إخراس جميع الأصوات... ايا كان هدفهم وراء هذا البيان فما أعرفه أنه أسلوب شرعى فى القتال فهو يبعث إلى الخوف والريبة ... أم أنهم بدأوا اللعب فى السياسة على طريقة ميكافيللى ( الغاية تبرر الوسيلة)...