الأحد، 23 أكتوبر 2011

شعوب مقموعـة

قد ينظر البعض إلى وضعنا السياسى الحالى أو وضع بعض الدول الشقيقة ، ويقول أننا فى حاجة إلى ديكتاتور يصل إلى سدة الحكم ؛ فيحكم البلاد بعصا من حديد ويسيطر على غوغاء الشعب ويسوقهم كما تساق قطعان الماشية .... إنى أرى أن هذا ما أراده كل ديكتاتور أستطاع أن يصل إلى الحكم يوما ... فهم أرادوا بشعوبهم أن يكونوا بلا عقول وبلا تفكير و إن تكلموا فكلامهم مجرد صيحات تعلو ولا تفهم ... أرادوا بشعوبهم أن يكونوا كالتروس التى تعمل فى الماكينات تتوقف فقط عندما يضغطوا على زر الأيقاف ، غير ذلك فهم يدورون بلا كلل ولا يرون شىء أخر ... إذا فكيف تلوم أنت تخبط هؤلاء عندما لا يجدون ديكتاتورا يسوقهم    
لقد كان هؤلاء الطغاه يعالجون إختلاف أفكار شعوبهم بالقمع والإرهاب فيجعلون من تنوع شعوبهم مسخا لشىء واحد هو أفكارهم ومبادئهم المتخلفة (إن وجدت)وماعدا ذلك فهو باطل ، و أخرس كالجماد
أنهم حتى يقتلون أخلاقهم وعاداتهم فالقانون لايطبق إلا على مايريدون وغالبا ما يكونون من المستضعفين فيزداد ضعفهم و تخفض أصواتهم و ينموا داخلهم كراهية القانون وعدم إحترامه ، فإن زال الطغاه غاب القانون فأى قانون كان يحكم .. أوليس هذا مايحدث الأن
هؤلاء الطغاه برعوا فى سرد القصص و الأساطير الوهمية عن مغامراتهم فى بلاد العجائب ، فغابت كل المثل العليا فى المجتمعات
إننى أتحدث عن طغاه أستطاعوا أن يفردوا سطوتهم ، فعموا شعوبهم كى لا يرون غيرهم ، و إستطاعوا بطريقة أو بأخرى أن يشوهوا ويطمسوا معالم كل فريد و مميز و كأن شعوبهم رغم تعداد سكانها قد خلت من أحد قد يستطيع يوما أن يحل مكانهم
لا أعتقد أن أحد من هؤلاء الداعين يريد فعلا أن يحكمه ديكتاتورا ولكنه للأسف لا يعرف كيف يعيش الحرية ولا يعرف أن لا يعيش مقموعا

هناك تعليق واحد:

  1. اتفق معك يا أخى الحبيب .. ولكنى اتذكر كملة فالها عمر سليمان " الشعب المصري الآن على استعداد أن يتعلم الديمقراطية " ... فسنوات القمع تحتاج سنوات من الحرية حتى نصل إلى التفكير والديمقراطية الصحيحة

    ردحذف

يشرفنى اعرف رأيك فى الموضوع ده